هذا الكتاب ملكية عامة
نُشر هذا الكتاب برخصة الملكية العامة او بموافقة المؤلف- لك حقوق ملكية! اتصال بنا
كتاب الجواهر الحسان في تفسير القرآن للإمام عبد الرحمن الثعالبي من أعظم التفاسير التي خلدها التاريخ الإسلامي، ومن أبرز ما أنتجه الفكر المغربي الأندلسي في خدمة القرآن الكريم، هذا التفسير لم يكن مجرد شرح لألفاظ القرآن بل كان عملًا موسوعيًا يجمع بين التفسير بالمأثور، واللغة، والبيان، والفقه، والتصوف، وقد اكتسب الكتاب مكانة مرموقة بفضل اعتدال منهج مؤلفه، وغزارة علمه، وحرصه على تقريب المعاني إلى القارئ بأسلوب أدبي بديع، يجمع بين عمق الفهم ووضوح العبارة.
في هذا المقال سنقدم تلخيصًا شاملًا لـ كتاب الجواهر الحسان في تفسير القرآن ج1، مع تسليط الضوء على منهج الثعالبي، ومحتوى المجلد، وأهميته في المكتبة الإسلامية.
الإمام أبو زيد عبد الرحمن بن محمد الثعالبي (ت 875 هـ) هو أحد كبار علماء الجزائر والمغرب الإسلامي، وُلد في مدينة الجزائر واشتهر بعلمه الغزير في التفسير والحديث واللغة عُرف الثعالبي بتواضعه وزهده، وكان من العلماء الذين جمعوا بين العلم والعمل، فاشتُهر في حياته وبعد وفاته حتى صار ضريحه في العاصمة الجزائرية مزارًا علميًا وروحيًا.
وقد تميز منهجه في التأليف بالجمع بين الأصالة والمعاصرة في عصره، فاستفاد من كتب التفسير السابقة كـ”الطبري” و”الزمخشري” و”القرطبي”، وأضاف إليها روحه الأدبية وإشاراته الصوفية الراقية.
كتاب الجواهر الحسان في تفسير القرآن ج1 هو عمل تفسيري موسوعي ألفه الإمام الثعالبي في أربعة مجلدات ضخمة، جمع فيها بين التفسير بالمأثور عن السلف، والتحليل اللغوي والبلاغي، والتأمل الروحي في معاني الآيات، وقد سمي الكتاب بـ”الجواهر الحسان” لأنه جمع دررًا من المعاني الجميلة في تفسير كلام الله تعالى، بأسلوب سهل قريب من عامة الناس، وفي الوقت نفسه غني بالمصادر والأدلة.
الطبعة الأشهر للكتاب هي الطبعة الثعالبية، التي حافظت على دقة النصوص القرآنية وتخريج الأحاديث وتوضيح المعاني بأسلوب محقق وواضح.
يعد المجلد الأول من كتاب الجواهر الحسان في تفسير القرآن البداية المشرقة لرحلة الإمام الثعالبي في تفسير كلام الله تعالى، حيث يبدأ بتفسير سورة الفاتحة ثم يمتد حتى نهاية سورة الأنعام، ويقدم الثعالبي في هذا الجزء مقدمة علمية بديعة يوضح فيها فضل القرآن وأهمية تدبره، ومنهجه في التفسير القائم على الجمع بين النقل عن السلف، والتحليل اللغوي والبياني، واستحضار المعاني الروحية والأخلاقية.
ويتميز هذا المجلد بثراء لغوي وبلاغي كبير، إذ يتناول تفسير سور البقرة وآل عمران والنساء والمائدة والأنعام بأسلوب يجمع بين الفقه والتأمل، فيبين الأحكام الشرعية، ويربطها بمقاصد التشريع القرآني، ويعرض قصص الأنبياء بأسلوب مؤثر يجمع بين العبرة والإبداع الأدبي، إنه مجلد يفتح الباب لفهم عميق للقرآن، ويكشف عن عمق علم الثعالبي واتساع ثقافته، ليكون بحق مقدمة لصرح تفسيري خالد في التراث الإسلامي.
يتسم منهج الثعالبي في كتاب الجواهر الحسان في تفسير القرآن ج1 بعدة خصائص جعلته من أعمدة التفسير الإسلامي:
من أبرز الطبعات للكتاب هي الطبعة الثعالبية، التي نقحت بعناية ودققت نصوصها القرآنية والحديثية، مع شرح المصطلحات وتخريج الأحاديث، وتتألف هذه الطبعة من أربعة مجلدات مرتبة حسب ترتيب سور القرآن، وتعد من أكثر الإصدارات دقةً وموثوقيةً في الدراسات القرآنية.
إن كتاب الجواهر الحسان في تفسير القرآن ج1 للإمام الثعالبي هو درة من درر التراث الإسلامي الخالد، يجمع بين العلم والإيمان، وبين البيان والتدبر، ويقدم نموذجًا فريدًا للتفسير الوسطي المتوازن، وقد استطاع الثعالبي أن يترك بصمة خالدة في علم التفسير، فصار كتابه من أعمدة المكتبة القرآنية التي لا غنى عنها لكل باحث في علوم الدين واللغة والبلاغة.
من خلال مكتبتكم المكتبة العربية للكتب يمكنكم تحميل وقراءة:
هذا الكتاب ملكية عامة
نُشر هذا الكتاب برخصة الملكية العامة او بموافقة المؤلف- لك حقوق ملكية! اتصال بنا