هذا الكتاب ملكية عامة
نُشر هذا الكتاب برخصة الملكية العامة او بموافقة المؤلف- لك حقوق ملكية! اتصال بنا
يتناول كتاب السلطان لابن قتيبة طبيعة السلطان الحاكم، وطرائق إدارته والمواصفات التي يجب أن يتصف بها، إضافة إلى العلاقة بينه وبين رجاله، وكيفية إدارة الرعية والقضاء وهو يعكس تجربة سياسية وأخلاقية متعمقة في الطبائع السلطانية، بعيدًا عن الفقه والتشريع، فتعال معنا نتعرف على محتويات الكتاب وأفكار ابن قتيبة داخل ذلك الكتاب والمواقف التي تعرض لها أثناء كتابته لكتابه كتاب السلطان.
عبد الله بن مسلم بن قتيبة، المعروف بابن قتيبة أو ابن قتيبة الدينوري، ولد عام 213 هـ (828 م) وتوفي عام 276 هـ (889 م)، وكان إماما موسوعيا في علوم اللغة، والنحو، والأدب، والتفسير، والحديث، والفقه، والتاريخ، كما تميز برصيد معرفي كان يضاهي خصومه في العقيدة، وقد حاز على ثناء واسع من علماء السنة مثل الذهبي والسيوطي، واعتبره ابن حزم ثقة ولم يعُد أحدًا مثله في علمه.
يبدأ ابن قتيبة يعرف مكانة السلطان وسيرته، ويشرح دوره في الحفاظ على الدولة وتأسيس العدالة، متحدثًا عن ضرورة دعم الخليفة بباطنة صالحة ورجال أمناء، ويبين كيفية انتقاء الموظفين والقضاة والعاملين معه، مع التركيز على الأمانة والكفاءة والنصيحة الصادقة، ويهتم ابن قتيبة بضرورة الاستئناس بآراء أهل الخبرة والحكمة، وينبه إلى خطورة اتباع الهوى الفردي دون استشارة.
كما يوضح في كتاب السلطان ضوابط التعامل مع الحاكم كالكتمان، والسرية، وعدم التدخل في الشؤون الخاصة مثل تغيره وتقلبه، فيحث على طرح النقد بأسلوب جميل وهادئ أمام السلطان، والابتعاد عن التملّق المفرط الذي يحجّم حرية التعبير، ويفرق بين ما يجب حفظه سرا وبين القرارات التي يحتاج إلى إعلانها؛ ويؤكد على ذكاء السلطان في إدارتها.
وفي أحد الفصول داخل كتاب السلطان يقدم إرشادات للكتاب والقضاة حول الصدق والحياد في تدوين الأخبار وإصدار الأحكام، ويبيّن مخاطر التحيز والظلم، فيبدأ في الفصل الذي يليه بعرض مخاطر سلطة الحاكم التي تمس الحقوق، مثل السجن غير المبني على دليل، ويطالب بالتخفيف والتوازن في استخدام العقاب، ولم ينسى أن يركز على التقدير الحكيم للمدح وعدم المبالغة في المديح، ويبرز السخاء في العفو عند الزلّات.
كتاب السلطان هو دليل عملي وأدبي في فهم طبيعة الحاكم وأطر الحكم الصالح، وهو لا يُعنى بالأحكام الشرعية لكنه يركز على الأخلاق السياسية، ويفتح المجال لمراجعة العلاقة بين السلطان ورجاله والرعية، ويستهدف كل من يسعى للحكم الرشيد أو يقدم المشورة للحكام، ويعد مرجعًا فريدًا في العلوم السياسية الإسلامية الكلاسيكية، حمله الآن من الكتبة العربية واستفد من تجربة ابن قتيبة.
من خلال مكتبتكم المكتبة العربية للكتب يمكنكم تحميل وقراءة:
هذا الكتاب ملكية عامة
نُشر هذا الكتاب برخصة الملكية العامة او بموافقة المؤلف- لك حقوق ملكية! اتصال بنا