هذا الكتاب ملكية عامة
نُشر هذا الكتاب برخصة الملكية العامة او بموافقة المؤلف- لك حقوق ملكية! اتصال بنا
كتاب سير أعلام النبلاء هو من أعظم ما خلفه الإمام شمس الدين الذهبي في التراث الإسلامي، وهو موسوعة ضخمة تجمع بين السير والتاريخ والحديث والتراجم، تغطي مسيرة الإسلام منذ عهد النبي ﷺ وحتى عصر المؤلف، وفي طبعة مؤسسة الرسالة بتحقيق الشيخ شعيب الأرناؤوط، تم جمع هذا العمل الجليل مع السيرة النبوية وسيرة الخلفاء الراشدين والجزء المفقود الذي يعد من أهم ما أعيد تحقيقه في العصر الحديث.
شمس الدين الذهبي هو الإمام شمس الدين أبو عبد الله محمد بن أحمد بن عثمان الذهبي (673هـ – 748هـ)، أحد كبار علماء الحديث والتاريخ في الإسلام، ولد في دمشق، وتتلمذ على كبار العلماء في عصره مثل المزي والبرزالي وابن تيمية، وكان الذهبي ناقدًا بصيرًا في الرجال والحديث.
وكان صاحب تصانيف عديدة من أبرزها: ميزان الاعتدال، تاريخ الإسلام، تذكرة الحفاظ، الكاشف في معرفة من له رواية في الكتب الستة، وسير أعلام النبلاء، ويعد كتابه الأخير خلاصة علمه، وذروة إنتاجه الفكري، حتى صار مرجعًا رئيسيًا لكل من أراد دراسة تاريخ الأمة الإسلامية وسير علمائها.
يعد الشيخ شعيب الأرناؤوط (1347هـ – 1438هـ) من كبار علماء الحديث في العصر الحديث، اشتهر بتحقيقاته الدقيقة في كتب السنة والتاريخ، ومن أبرز أعماله تحقيق زاد المعاد، ومشكاة المصابيح، ومسند الإمام أحمد، وسير أعلام النبلاء، وقد بذل في هذا العمل جهدًا هائلًا في توثيق النصوص، وضبط الأسانيد، ومقابلة النسخ الخطية، فجعل الكتاب مرجعًا علميًا موثوقًا للأكاديميين والباحثين في التاريخ الإسلامي.
يعتبر هذا الكتاب موسوعة علمية وتاريخية ضخمة تمتد على مدى عشرات المجلدات، جمع فيها الإمام الذهبي سير الأنبياء والصحابة والتابعين والعلماء والزهاد والفقهاء والمحدثين إلى عصره، ولم يكتف الذهبي بذكر التراجم فحسب، بل أضاف إليها تحليلاً نقديًا للرواة، وبيانًا لأحوالهم في الجرح والتعديل، وتوثيقًا لمروياتهم مع لمحات أدبية وزهدية فريدة، ويتميز أسلوبه بالجمع بين التحقيق العلمي والروح الإيمانية، فيقرأ القارئ السيرة بروح التاريخ والعبادة معًا، لا كتوثيق جاف، بل كدروس حية من حياة العلماء والأئمة.
تميز الذهبي بمنهج فريد في التراجم:
هذا المنهج جعل الكتاب ليس مجرد تراجم، بل مرآة متكاملة لتاريخ الفكر الإسلامي من بدايته إلى القرن الثامن الهجري.
يحظى كتاب سير أعلام النبلاء بمكانة استثنائية بين كتب التراجم، إذ يعد:
أعاد الشيخ شعيب الأرناؤوط ورفاقه تحقيق الكتاب في طبعة علمية فريدة صادرة عن مؤسسة الرسالة، وضموا إليه:
اعتمد المحقق في عمله على نسخ خطية نادرة، وحرص على توثيق النصوص بالأسانيد والمراجع الحديثية، مع تخريج الأحاديث وشرح الغريب، ما جعل هذه الطبعة الأدق والأكمل بين كل طبعات الكتاب السابقة.
في النهاية ندرك أن كتاب سير أعلام النبلاء واحدًا من أعمدة الثقافة الإسلامية، ومصدرًا خالدًا لتاريخ العلماء والأئمة والدعاة الذين حملوا نور الإسلام عبر العصور، ومع تحقيق الشيخ شعيب الأرناؤوط، اكتسب هذا الكتاب العظيم روحًا جديدة أعادته إلى مكانته اللائقة بين المصادر الموثوقة التي تحفظ للأمة تاريخها وهويتها، فهو ليس مجرد كتاب تراجم، بل تاريخ أمة في حياة رجالها، ودليل على أن العلم والعبادة والجهاد كانت دائمًا وجهًا واحدًا في مسيرة الحضارة الإسلامية.
من خلال مكتبتكم المكتبة العربية للكتب يمكنكم تحميل وقراءة:
            شمس الدين الذهبي        هذا الكتاب ملكية عامة
نُشر هذا الكتاب برخصة الملكية العامة او بموافقة المؤلف- لك حقوق ملكية! اتصال بنا